على ماذا نخاف؟!

أكثر شيء أستغربه في دولتنا خوفها من التغيير: فهي تخاف من إبدال موظف بموظف، أو طريقة حكم بطريقة حكم، وهي تخاف من تغيير نظام بنظام، أو تدبير بتدبير!..

…كأنّها وصلت إلى الكمال، وأصبح كل تغيير يعرّضها للعوعدة إلى النقص، إذا لم ينجح!..

مع أنه لا يجوز لها أن تخاف…

فالدول التي تخاف من التغيير، تخاف منه لأنه مغامرة: فهو قد يساعدها على التقدم، وقد يتركها حيث هي، وقد يعود بها إلى الوراء…

وخوفنا من هذه الإمكانية الأخيرة تفضل أن تبقى محافظة…

أما نحن فالتغيير: إما أن يجعلنا نتقدم، أو أن يتركننا حيث نحن…

وأما الامكانية الثالثة، إمكانية العودة إلى الوراء، فغير موجودة! لأنّه ليس وراءنا وراء…

لذلك يجب أن نكون “أشجع” الدول في التغيير! باعتبار أننا الوحيدون الذين لا يعتبر التغيير عندهم مغامرة…

وهذه “نعمة”! فلماذا لا نستفيد من تلك “النعمة”، فنغير، ونغير، في الموظفين، وفي الأساليب، وفي الأنظمة، وفي التدابير، إلى أن نتوصل، من نتيجة التغيير، إلى حالة يصبح معنا الحق فيها أن نخاف من التغيير…

(٢٥ كانون أول ١٩٥٤)

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *