تمنياتنا في العيد …

في مطلع السنة الجديدة، كل ما نطلبه منك يا الله، هو أن تعطينا السنة الماضية على “المقلوب”!
لينعكس حظنا بالحكومات:
فيصبح عندنا حكومة…

وحكومة هذه السنة الجديدة تؤخر ما قدمته حكومات السنة الماضية،
فتعود إلى الناس راحتهم…
وتقدم ما أخرته حكومات السنة الماضية،
فيعود إلى الناس إيمانهم بالتطور…

تشدد فيما تراخت به حكومات السنة الماضية،
فيجرد الناس من سلاحهم،
ويصبح الأوامر السلطات حرمة..
وتتراخى فيما شددت به حكومات السنة الماضية، فيصبح بأستطاعة الموظفين والمأمورين المظلومين أن يعيشوا…
تقلل مما أكثرت منه حكومات السنة الماضية،
فترتاح البلاد من أخبار مقررات اللجان السياسية، التقارير عن المؤتمرات الدولية،
وتكثر مما قللت منه حكومات السنة الماضية،
فيصبح في البلاد عمران..

تسرع فيما أبطأت به حكومات السنة الماضية،
فتنحل مشكلة الكهرباء،
ومشكلة السير،
ومشكلة معاملات الناس،
ويصبح في البلاد تلفون،
وطرقات معبدة،
وتبطئ فيما “أسرعت” به حكومات السنة الماضية،
فيصبح في البلاد تدابير حكيمة،
وإجراءات منصفة…

تتمسك بما “تساهلت” به حكومات السنة الماضية،
فيبقى في البلاد سكانها…
وتتساهل فيما “تمسكت” به حكومات السنة الماضية،
فيخرج من البلاد تفاحها…

…كل ما نطلبه منك يا الله هو أن تعطينا السنة الماضية على المقلوب..
وبذلك تكون قد أعطيتنا كل ما نتمنى!
تكون قد أعطيتنا مدينة الفرابي الفضلى،
وجمهورية أفلاطون…

رشدي المعلوف في أول كانون الثاني ١٩٥٤

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *